الحسيمة قبلة ووجهة عالمية خلال فصل الصيف، وقد تعززت هذه المكانة بفعل الجمالية التي حباها الله بها،و جدية مسؤولي المدينة و حرصهم على التفاني في خدمتها،و تشبث ساكنتها بالاستقرار بها رغم الإكراهات الاقتصادية و الطبيعية الصعبة.
أما المنعطف إلهام و الإيجابي جدا لتحول المدينة على العديد من الأصعدة فهي العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي يوليها لهذه المنطقة و لرعاياه الأوفياء بها،حيث كانت الزيارة التاريخية لجلالته للحسيمة سنة 1999 في أول سنة من تربع جلالته على عرش أسلافه الميامين،هذه الزيارات التي تعاقبت كل سنة و حملت معها جملة من المشاريع المهمة التي غيرت من وجه المدينة ، و كانت سنة 2004 سنة تعزيز التلاحم بين الملك محمد السادس وشعبه عندما اختار جلالته الإقامة بخيمة بمدينة الحسيمة تضامنا من جلالته مع ضحايا ومنكوبي زلزال الحسيمة خلال نفس السنة و إطلاق جلالته لخطابه التاريخي من الحسيمة في مارس 2004 بجعل الحسيمة قطبا إقتصاديا واعد و توفير كل الإجراءات و المبادرات لبلورة مشروع البرنامج الإستعجالي لإعادة إعمار الحسيمة.
ومنذئذ بدأت حركية و إصرار مهم من طرف مسؤولي ،منتخبي و أبناء المدينة من الأغيار لعكس هذه الإرادة الملكية و التشمير عن ساعد الجد لإعادة الحيوية لهذه المدينة،
القطاع السياحي يعتبر إلى جانب الصيد البحري الواجهة المهمة والرهان الذي يعول عليه لتثمين امكانيات المدينة السياحية و الاقتصادية.
والحركية السياحية ليست و ليدة اليوم ،بل تعود لسنوات خلت ،فتواجد نادي البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة الحسيمة ،مكن المدينة من ثقافة سياحية حديثة وتمكن العديد من أبناء المدينة من سبر أغوار هذا القطاع فبرعوا في مجالات الإرشاد السياحي و المواكبة التنشيطية و الرياضية و الفندقة و المطعمة وهي القاعدة المهنية المؤهلة التي استفادت منها شركة المغرب السياحي خلال سبعينيات القرن الماضي في إنشاء مركبتها خصوصا محمد الخامس و كيمادو وتعد هاتين المعلمتين السياحتين الى جانب نادي البحر الأبيض المتوسط من أهم الوجهات السياحية شهرة في خلال ستينيات و سبعينيات إلى حدود منتصف الثمانينات من القرن الماضي حيث ستتراجع هذه الوجهات إما لأسباب سياسية عرفتها المنطقة أو المنافسة القوية من طرف وجهات سياحية أخرى في العالم.
وظل النشاط السياحي يعرف ركودا سياحيا إلى حدود سنة 2004 حيث تعززت المنطقة بشبكة لا بأس بها من الطرق البرية و إعادة النشاط للملاحة الجوية عبر مطار الشريف الإدريسي ،والملاحة البحرية عبر ميناء الحسيمة بتوسيع و إنشاء المحطة البحرية التي تربط الحسيمة بالميريا وموتريل الاسبانيتين.
ويمكن إبراز مكامن القوة والضعف في هذا القطاع فيما يلي:
*اختيار خليج الحسيمة أجمل خلجان العالم في المؤتمر العاشر في أكتوبر 2014 بياوسو بكوريا الجنوبية لجمعية أجمل خلجان العالم بحضوردول من القا رات الخمس.
* موقع جغرافي مميز للمدينة
* مدينة جميلة و نظيفة وأحياء وشوارع مهيئة و متوفرة على كل شروط السكن اللائق من شبكات للتطير ،ماء شروب،إنارة عمومية و طرق بمواصفات مقبولة.
* شواطىء كالابونيطا ،إسري،ماطاديرو ،كيمادو و شاطىء المقاومة شواطىء حباها الله بجمالية قل نظيرها و ذات سمعة عالمية من حيث جودة مياه السباحة بها، هدوءها و تنوع رمالها بين رملي و حجري صغير.
*توفر هذه الشواطىء على مرافق موازية مختلفة : قريبة من أماكن التبضع والأسواق،خدمات المطعمة،المرافق الصحية،النظافة،الحراسة و المراقبة،الأمن وتوفرها على محطات لوقوف السيارات،وإمكانيات سهلة للتنقل من وإلى هذه الشواطىء أن من وسط المدينة ،المحطة الطرقية أو توفر وساءل النقل المختلفة بالقرب من هذه الشواطىء.
*نشاط تجاري مميز مع جودة ملحوظة في السلع المعروضة و باثمنة في المتناول وتبقى جمالية المتاجر و حسن المعاملة و الطيبوبة اهم ما يميز تجار المدينة.
*تميز للنشاط الاقتصادي النسائي خاصة التقليدي منه وهنا يمكن أن نشير إلى المنتوجات المعروضة ببعض متاجر المدينة أو تلك الكائنة بمقر مندوبية الصناعة التقليدية بساحة المجاهدين،مقر الفضاء النسوي بشارع فلسطين او المحلات الكائنة بالحي الصناعي مينادور أو تلك المتواجدة بسوق الثلاثاء الذي يشتغل طيلة الأسبوع أو المركب التجاري مينادور يومي الثلاثاء و الأحد.
*توفر المدينة على مدرسة فندقية تساهم بإيجابية في الرفع من مستوى التأطير والتكوين في كل المجالات المرتبطة بقطاع السياحة و يمكن الوحدات السياحية بالمدينة من أطر مؤهلة في الميدان.
* مطار دولي و محطة بحرية للمسافرين ينعش السياحية اما وطنيا او دوليا.
*محطة ترفيهية للبواخر السياحية للمولعين بالإبحار و الاستمتاع بعالم البحر .
وحدات فندقية مصنفة و مجهزة وفق أحدث التجهيزات و أجود الخدمات،و إقامات للسكن العائلي ،مقاهي حديثة وخدمات للمطعمة صحية ووفق أذواق محلية و عالمية يطغى عليها طابع المأكولات البحرية .
* وسط مدينة جذاب و جميل يوازي بين شكلي البناء الحديث و التقليدي
*هضبات مطلة على كورنيشي صباديا وصباديا مع مناظر خلابة مطلة من أعلى هضبة المقاومة على ميناء الحسيمة ،من ساحة محمد السادس على شاطىء كيمادو و من أعلى كورنيش موروبييخو على كل المدينة
*أنشطة فنية و ثقافية ومهرجانات للموسيقى والمسرح بالأمازيغية و بكل التعبيرات الفنية والثقافية الإنسانية العالمية، ومجتمع مدني نشيط و متضامن .
*تأطير مهم وعلمي للأنشطة البحرية في كل شواطىء المدينة حيث تنشط جمعيات وفعاليات ذات خبرة و تجربة و تراكم مهم في الممارسة و الرياضات البحرية كالجيتسكي و الكاياك و الزوارق الشراعية والسباحة الحرة والألعاب البحرية الخاصة بالأطفال.
ويضاف لذلك مجهود وتظافر مهم لساكنة المدينة و الجمعيات البيئية بها لتكريس مفهوم ربط التنمية ، السياحة باحترام معايير البيئة كما أن هذا القطاع يشغل فئات عريضة من الساكنة ويوفر فرصا كبرى للعمل وتنمية الموارد الإقتصادية بالمدينة خاصة خلال فصل الصيف،
يبقى أن نشير أن اقتصار القطاع السياحي على فصل الصيف وفقط،وعدم بلورة استراتيجية حكومية لتنمية القطاع بالمدينة و تنويع المنتوج السياحي و تمكين الفاعلين الإقتصاديين بالمدينة من تحفيزات ضريبية و تكوين كل الفاعلين المرتبطين إما بشكل مباشر أو غير مباشر بالقطاع ،يبقى كل ذلك من أولى أولويات تجاوز إكراهات القطاع العديدة بالمدينة.